■ هيجل: " كثر من الناس ,يعتقدون أن الإنسان بطبيعته "عظيم وحكيم وفاعل خير فقط " , طبعا هذا تصور ساذج! .هم يتناسون بأنه في طبيعته, يوجد في أي إنسان كلا من "الخير والشر"
أي يعيش كل إنسان ,في صراع داخلي مع ضميره ويعود إلى مستوى فكرة وثقافة والتربية التي تحصلها في الأسرة... أي يمكن ان يسك احد الطريقين , في اللحظات المصيرية, أي يمكن ان ينتقل من المنطقة البيضاء إلى السوداء ولكن لابد ان يمر بمرحلة رمادية . في السابق قدمنا مختصر قصة تاريخية و خيالية , عن الصراع الدائم بين "الخير والشر" في داخل الإنسان. الصراع بين الأخوين : (جيمي وهنري). في قصة للمؤلف الاسكتلندي "روبرت ستيفنسون", تحمل اسم "سيد بالانتري" -(The Master of Ballantrae)- 1745 ). حيث انتقل الأخ من خانة "الطيب والمتسامح " في نهاية الرواية, إلى الإنسان شرير , عندها تطرقنا للحالة اليمنية . هذه طبيعية كل الإنسان في اللحظات الحرجة . كلا منا عاش تجارب في حياة الخاصة, منها مرحلة الطفولة, التي يتكون فيها نظرة عن العالم وما حولة وتحقيق أهدافه وطموحاته. وهناك تبدا أو ل تجارب في اختيار طريق "الخير أو الشر ". هذا المبدأ, أيضا ينطبق على العالم الذي نعيشه ,ليس كله " وردي " ولا يجب ان نصدق كل ما يقوله الزعيم الحاكم , هو ينطق بالكلمات التي تمكنه أن يسيطر على عقول الأغلبية , عبر كلمات معسلة وعود كاذبة , و يرسم لوحة لعالم "وردي" . طبعا يصور للبسطاء "عالم خيالي!" . بعيدا عن الواقع", وكذا الوعود الكاذبة : " بأنهار من العسل واللبن والسمن.. والحور" عمليا يرسلون الناس إلى الجحيم . فالإسلاميين مثل حكامنا يوعدون" بالحور في الأخرة" وهم يتمتعون بملذات الدنيا من جميع الجنسيات والديانات هنا والان بلا ادنى خجل . اما الشباب الجهلاء, للأسف يتم غسل أدمغتهم , بوعود الأكذوبة , لا تصدقوا "الحاكم المستبد , هم مثل رجال الدين والداعية كلهم يتجارون بحياتكم وبوعود وهمية في /عن الأخرة".
المشكلة في اليأس, انه يسيطر على المجتمع ويصبح بعدها عاجز عن عمل أي شيء لأنه مسلوب الإرادة . في انتظار فقط ان الخير في يوم من الأيام سينتصر على الشر بإرادة خارجية, اما سماوية او المجتمع الدولي هذا وهم مميت . (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده او...), لا الانتظار إلى يوم الدين. في عالمنا أيضا يتعايشان جنبا إلى جنب كلا من :"الظلم العدل" و"الحق بجانب الباطل". هذا الصراع أبدي من نصيب البشرية (أكذوبة دولة العمال والفلاحين, انطلت على الشعوب العالم الثالث وقبلهم السوفييت ) النتيجة محزنة , فعلى الشخص والشعوب ان تناضل من اجل مستقبلها ومستقبل الأجيال القادمة , عليها عدم الاستسلام بـ - بالطرق المتوفرة والمتاحة - ابدأ . طبعا على المدى طويل , ينتصر "الخير والحق" على " الظلم و"الباطل" لأسباب تاريخية خارجة عن ارادة الإنسان , او صدفة مثلا : Richard Nixon (1913-1994 ) , رغم كل "جنونه" منها الحرب الفيتنامية , إلا انه غير تاريخ العلاقة الأمريكية السوفيتية والصينية حتى العجب , أي غير مسار التاريخ البشري, بعدها الصين تتحول قوة عالمية منافسة لأمريكي في كل المجالات.عكس ترامب اللص المحتال صديق الدكتاتوريات العربية و"بوتين ",قام بتدمير علاقة أمريكا بالعالم العربي والإسلامي والقضية الفلسطينية, بتحريض من-الاطفال- الإمارات والسعودية .مثال أخر : و من كان يتوقع ان الشاب "محمد البوعزيزي" في تونس سيشعل الربيع العربي من تونس إلى اليمن , وتسقط أنظمة بوليسية شرسة وحاقدة , تكره كلمة "العدل والخير" عقود .
["الإنسان حيوان اجتماعي". يمكنه ان يتعلم كل شيء "إيجابي أو سلبي"]*
■ قسم "مارتن سيليغمان" عدد من الكلاب, إلى ثلاث مجموعات. المجموعة الأولى لم يتم تطبيق عليهم التجربة - الصقيع بالكهرباء- التي نوردها هنا , لانها معزولة كاملا , أي لم يسمعوا او يروا شيئا عن تلك التجربة, لهذا ظلوا محافظون على طبيعتهم ( أحرار). أما المجموعة الثانية والثالثة في التجربة الفريدة , تم ربطهم ببعضهم ببعض, وتم صعقهم بالكهرباء بشكل عشوائي وفاسي . المجموعة الثالثة تعلمت عبر الضغط الزر إيقاف الصقع وتجاوز الحاجز. اما المجموعة الثانية ,المغلوبة على أمرها, لم تفعل شيء, إلا الأنيين والبكاء - لا حول ولا قوة لها - وهي ممتدة على الأرض بسبب الخوف من العقاب. وضعها كان محزن جدا . ولكن من اجل ان تقاوم هذه الحالة البائسة, يجب القيام بالضغط على الزر واجتياز الحاجز والهروب - أي مساعدة النخب والمثقف والمتعلم من وقع تحت خانة اليأس - ليصبحوا (أحرار) والعودة إلى طبيعتهم مثل المجموعة الأولى والثالث. الشعوب أحياناً تقع في مثل الظروف شبيه بالمجموعة الثانية من التجربة التي سردنها. باختصار شديد, التجارب قام بها عالم النفس الأمريكي "مارتن سيليغمان" ( Martin Seligman)- (1942 ) في جامعة في الستينات من القرن الماضي ، جهود لاهتمامه أيضا شمل: - "العجز المتعلم" "الاكتئاب" و"اللامبالاة"" اليأس" والعجز في اتخاذ القرارات.
يحوي الفكر العربي المعاصر تراثا تنويريا حقيقيا أسهم في صياغته وتطويره كتاب وأدباء وفنانون عاشوا خلال القرن العشرين بين ظهرانينا أو حنت عليهم المنافي حين ضاقت بهم الأوطان. مأساة تنويريي القرن الماضي الذين عاشوا رومانسية حلم تقدم ورقي العرب كمنت في غياب فاعليتهم المجتمعية وما رتبه ذلك من حالات ذهنية ونفسية شديدة السلبية، بدأت بالتعامل الساخر مع الواقع رافض التغيير ومرت بالرؤى العدمية ومحاولة إرضاء الذات بحلول فردية يلفظها الضمير الحي وانتهت بشعور عميق بالعجز وفقدان الرغبة في مواصلة الطريق والاستسلام لمصائر الاستبداد والتأخر المحتومة. وقد اعتدنا في نقاشاتنا العربية على تفسير مأساة المفكر العربي هذه بالإشارة فقط إلى عوامل مثل طغيان الحكومات السلطوية التي تحتقر التفكير الحر والطاقة الإبداعية وكذلك هيمنة المؤسسات التقليدية العشائرية والأبوية التي تعيق التغيير. غير أن نقد الحكومات السلطوية والتقاليد البالية، وعلى الرغم من محوريته، لا يمثل هنا سوى وجه واحد من وجهي العملة المتداولة. أما الوجه الآخر فيرتبط بالمفكرين العرب أنفسهم ورؤيتهم الذاتية لموقعهم وحدود دورهم. على سبيل المثال، لم ترتب أمور كغياب الديمقراطية والحضور المستمر للتعقب الأمني للأصوات النقدية في مجتمعات المعسكر الاشتراكي السابق (الاتحاد السوفييتي السابق وأغلبية بلدان أوروبا الشرقية والوسطى خلال جل النصف الثاني من القرن العشرين) لم ترتب هيمنة الإحساس بالعجز والنظرة الانهزامية على الحياة الفكرية هناك. بل تبلورت، خاصة منذ النصف الثاني للسبعينيات، تيارات للمقاومة والدفع في اتجاه التغيير كان من بينها جماعات المنشقين ودعاة العصيان المدني ونوادي القلم والحركات الاجتماعية الجديدة التي ضمت في عضويتها مفكرين كثيرين وأسهمت بفاعلية في التحول نحو الديمقراطية مع بداية التسعينيات. قاوم مفكرو التغيير في المعسكر الاشتراكي السابق استبداد الحكومات، قاوموا على الرغم من انتقامية الحكومات وعنف أجهزتها الأمنية. على سبيل المثال، تدلل سيرة عالم الفيزياء الروسي أندريه سخاروف على ذلك، فالعالم الشهير الذي ولد في 1921 أعتبر في أعقاب الحرب العالمية الثانية من أباء "القنبلة النووية السوفيتية" وحاز على معظم الألقاب التكريمية للإمبراطورية البائدة (من نيشان لينين إلى جائزة ستالين) شرع منذ الستينيات في الدعوة للإصلاح السياسي وأيد ربيع براغ في 1968. ثم انتقل الرجل إلى صفوف المعارضة بصورة علنية مع إضرابه المتكرر عن الطعام في سبعينيات القرن العشرين. وفي عام 1980 اعتقلته السلطات السوفيتية وجردته من كل ألقابه، إلا أنه استمر في كتابة مقالاته النقدية المنادية بالتغيير الديمقراطي حتى أفرج عنه الرئيس قبل الأخير للاتحاد السوفييتي، ميخائيل غورباتشوف في 1986. وصار سخاروف حتى وفاته في موسكو في 1989 رمزا لمقاومة الاستبداد وللمعارضة السلمية ولطلب الديمقراطية وتشابه في ذلك مع كتاب وعلماء وفنانين آخرين نشدوا الحرية ودافعوا عن حقوق الإنسان في ظل ظروف بالغة القسوة فرضتها الآلة القمعية السوفيتية....
عمرو حمزاوي
■ Apathy - اللامبالاة يعني انعدام : الاهتمام / الحيلة بشكل مؤقت او دائم .. يصاحبه معاناة من القلق والإحباط الدائم والخوف من المجهول القادم. وهي متعددة منها اجتماعية أسرية/ سياسية, اي عدم المشاركة في اتخاذ القرارات التي تفرضها السلطة التي انفردت بالسلطة و أبعدت الأغلبية الساحقة من أي دور- (جزيرة الدكتور مورو (The Island of Doctor Moreau )، رواية من الخيال العلمي صدرت عام (1896) ولكن تصب في نصب الموضوع . اما الروحية و الفلسفية تؤدي إلى الهجرة الداخلية, أسوئها فقدان الأحباء / الأعزاء في الصراعات والحروب ..و أيضا فقدان الوظيفة أو المعاش الضئيل جدا أو المعدوم وكذا الحياة الكريمة مثلما في المناطق المحررة في جنوب اليمن. اللامبالاة و الإحباط هو عدم قدرة الشخص أو الجماعة أولا :"تحديد الهدف المنشود وثانيا تنفيذها بخطوات ثابتة من اجل تحقيقها ". أحيانا تكون على المدى قصير و آخر طويل. وهو أسوء أشكال اللامبالاة واليأس و الإحباط , فقدان معنى للحياة التي يعيشها الفرد او الجماعة او الشعب بكاملة . بكون يعيش سلسلة من الإحباطات . تجربة الإحباطات في جنوب اليمن شبيه بتجربة الشعب السوفيتي والروسي رغم الاختلاف الكثير ,إلا انه الأقرب من حيث التخطيط والتنفيذ, لان في البلدين مارسوا "الدِيماغُوجِيّة" إستراتيجية الخطابات والدعاية الحماسية من اجل "استثارة عواطف الجماهير", و ان تسير بلا وعي خلفهم . الأن أبناء وأحفاد الجبهة القومية القادمين من القرى والجبال يعودون إلى تطبيق نفس التجربة بنفس لأسلوب والأدوات –التجويع والحرمان- ا الذي قد تم تطبيقه على شعب الجنوب .فأول, مرة ظهر التفاؤل و الإحباط الكبير, مباشرة بعد الاستقلال من بريطانيا في (1967). الانقلاب على الرئيس الشرعي "قحطان الشعبي" بدلا من السير في عملية ديمقراطية وشرعية . عندها لم تستوعب الأكثرية ما حدث . لانها لا تعرف شكل أخر من شكل الوصول إلى السلطة الا بالقوة . إلا ان أحداث مقتل "سالمين " (1978). أدى إلى انتكاسة روحية ومعنوية للأغلبية وسقط الجنوب في مأساة اللامبالاة العميقة واختفت من على الوجوه "روح التفاؤل واحتل بدلا منه الإحباط العميق" . آخر أحداث دموية و بشعة كانت في عام (1986) , هي كانت كارثية على الجنوبيين ودولتهم . ثم عاد التفاؤل من جديد في" الوحدة" المشؤمة في (1990) . إلا انه لم يطول وحصلت انتكاسة جديدة للجنوب والجنوبيين في (1994), امتد ت اكثر من عقدين ثم من جديد جاء التفاؤل بعد دحر جماعة الحوثين و [المخلوع الميت] في (2015) . إلا انه من جديد لم يطول التفاؤل ولم يتحقق الحلم , لأنه تدخلت قوى عربية وإقليمية ودولية في تقرير مصير جنوب اليمن ,حسب مصالحها, عبر استخدام وكلائها , من توفر لهم المال والسلاح بشكل سخي ,في الوقت الذي الشعب يعيش أسوء مراحل حياة . لأنه لم يطبق فكرة (الديمقراطية الأهلية) ,سنعود إلى هذا الموضوع لاحقا, تجربة فريدة اتبعتها النخب والشعب الإسباني , بدأت في إسبانيا ولا زال تحت سلطة الدكتاتور "فرانكو" , استعادا للانتقال بشكل سلس إلى مرحلة أخرى قادمة , اكثر حضارية بفضل النخب الإسباني الذي استخدم عقلة وليس عواطفه , من اجل الخروج في أي لحظة من "الدكتاتورية إلى الديمقراطية ". نفس التجربة قام بها النخب في تشلي للخروج من نير النظام الفاشي, بقيادة الجنرال "بينوتشي". بالفعل نجحت كل التجارب التي تكاثف النخب مع الشعب من اجل تقرير المصير ومستقبل افضل للأجيال القادمة, وليس الوصول إلى السلطة . والا لكانت انتكاسة مثل التجربة الأخيرة في روسيا, قبل عقد من الزمن ,عندما بدأ الربيع الروسي فيها , ثم حل بعده الإحباط العميق ولن تخرج من هذه المعضلة بدون ان تلاحم النخب مع الشعب للتغيير , وليس اللعبة المحببة لدى الشعوب التي لم تنضج بعد , أسقاط نظام حكم مطلق وظهور نظام حكم فردي مطلق جديد . لقد تآمروا على " ميخائيل جورباتشوف" الكل , النتيجة كل دول الاتحاد السوفيتي السابق ما عدى عدد ضئل جدا , عادة إلى الدكتاتورية و الدولة الوريثة. الديمقراطية نفس الشيء نجحت في بلدان شرق اوروبا, التي قد تحركت قبل ان يتفكك الاتحاد السوفيتي . وهذا موضوع كبير و متشعب جدا- نعود إلى موضوع الإحباط , يمكن ان يكون على مدى قصير شخصي أو اجتماعي وطويل المدى و هو الأسو على الأطلاق , وهو السياسي. لأنه في هذه الحالة يتحول التفاؤل المبالغ إلى اللامبالاة العميق , بالتالي الفشل ينتقل لعدد من الأجيال في حالة العيش في دول وأنظمة : " الاستبدادية /الدكتاتورية/ التوليتارية والحكم الفردي المطلق الوراثي , في ظل مثل هذه الأنظمة التي تسيطر لعقود او قرون على السلطة , تؤدي إلى مشاكل اجتماعية ونفسية بشكل عميق, للفرد والشعب كله. عندها يصبح الشخص او المجتمع مخدر, بشكل كامل نموذج كوريا الشمالية , وفي بلدان أخرى تلجأ الأغلبية إلى تعاطى في بعض الدول:" الكحول /المخدرات / القات الحالة اليمنية والصومالية.
* مشكلتنا في الجنوب قبل الاستقلال وبعدها , هو انعدام "الموقف او الفكر الوطني" رغم التضحيات الكبيرة .الشماليين, ارتكهم ان يصفوا حساباتهم مع جماعة الحوثي و [المخلوع الميت] وايران والسعودية ... فهم تربطهم علاقات تاريخية مع نظام الإمامة والمملكة والأنظمة العربية التي تضحك عليهم , نحن لم نكن جزء ابدأ . لدى الجنوبيين أفكار كثيرة قبل وبعد الاستقلال, وسرعة التنقل بين فكرة إلى أخرى في فترة زمنية او عقد من الزمن بكل سهولة , على مبدا (من تزوج امنا فهو عمنا) , ويتركون الفكرة والمواقف والمشاريع خلف ظهرهم .مثلا رفضوا فكرة " اتحاد الجنوب العربي او " الكومنولث،" وهو خطاء فادح , اما الفكرة التي تم تطبيقها كانت مميته للجنوب. والتي كانت عقد صفق سرية , بين الجبهة القومية و بريطانيا, للحصول على السلطة مقابل إبعاد جبهة التحرير جناح العبد الناصر وتخلى بريطانيا عن أي التزامات شعب الجنوب الذي ظل تحت الاحتلال اكثر من قرن . ثم الانتقال إلى التجربة الصينية , عندها كانت اكثر معقولة كبداية لانعاش الاقتصاد وانخراط الجميع بالنهوض الاقتصادي الزراعي ثم الصناعي بالطريقة الصينية . رغم ان السلطة كانت ستنقل ليس بطرق " الديمقراطية او الاشتراكية الأوروبية " بسبب وجود أحزاب ومنظمات مدنية ونقابات ولم تم سحقها .. الحلم الوردي للجنوبين تبخر من جديد .في كل الأحوال النظام كان لا بد ان يكون نسخة من الأنظمة التي تحكمها : "الأحزاب الشيوعية والدكتاتورية والمؤسسات الأمنية".
ثم انتصرت الاستخبارات السوفيتية على الجميع ,عبر قيادات داخل الجبهة القومية . بعد "سالمين ", انتصر جناح الاعتدال "بطعم ونهكة " الدكتاتورية العربية بعد الدكتاتورية الحزبية السوفيتية , ثم انتقل الجنوب مرحلة "الا هدف" غير البقاء و الاستئثار بالسلطة بعد ان تم تصفية كل الأطراف المتصارعة على السلطة ,وعودة دور الاستخبارات السوفيتية, لتدير الأمور, ولكن هذه المرة من خلف الستار , لأن "الكرملين" تخلى من كل الأنظمة التي كانت "تأكل وتشرب "على حسابة , مقابل بيع شعارات براقة "الاشتراكية السوفيتية ". الغباء في دخول وحدة غير متكافئة من كل النواحي . لو درسوا - قيادة الجبهة القومية التي اتخذت قرارا الدخول في وحدة -في مدارس , بان الغاز ينكمش تحت الضغط والبرد ويتوسع في الفراغ وحالة الدفيء, لادركوا بان الوحدة (مصيدة ), في كل الأحوال القيادات الجنوبية هم أول الخاسرين(1000 في %) .هنا لم نشهد ان اتخذ موقف واضح , لا من الانقلاب على "قحطان شعبي" ولا إعدام سالمين ولا الحرب والكارثة في يناير (1986). لهذا بعيون مغمضة دخلوا "وحدة مشؤمة "هروبا من المجهول, ومباشرة تلقوا صفعة قوية من الوحدة والقبيلة الشمالية . لم يفهموا او لم يفيقوا من الصدمة , لاتخاذ موقف واضح,: ماذا جرى وكيف جرى ؟. مباشرة انتقلوا إلى الخارج وواصلوا المتاجرة على دم شعب الجنوب. عبر بيع فكرة :الجنوب "قادم واستعادة الدولة الديمقراطية التي كان فيها نظام و... " وان الأمر محسوم وان "النصر القادم " اليوم قبل غد . كله اتضح كان هراء منظم لمن يدفع لهم بشكل سخي . النظام في الجنوب بوليسي, مثل أي النظام في بلدان التي يحكمها حزب واحد يعتمد على القوة في فرض نظريته والسير بالبلد إلى الهاوية . كان يوجد تشابه بين التجربة الجنوبية والأفغانية , الشرخ حصل عندما في داخل "الكرملين" في اجتماع كبير رسمي عالي المستوى, مع القيادة الأفغانية بقيادة "داود خان" الذي قام بانقلاب على من سبقة . "بيرجنيف" طلب منه , في ان يقطع علاقة وكذا التعاون مع الغرب في عملية التنمية الاقتصادية, وكأن أفغانستان احد محافظة السوفيتية / دولة محتلة . إلا ان الأخير انزعج من هذا التصريح الفض ورفضه . واعتبره تدخل مباشر, لم يطول السلام في أفغانستان .هكذا بكل "دم بارد" حركة الاستخبارات السوفيتية عملائها وقاموا بثورة هناك . هنا كان بداية نهاية أفغانستان "مرحلة الفوضى الدائمة ".بسبب انعدام الموقف والمشروع الوطني بين النخب والشعب الأفغاني . نفس الشيء حرب (1986) في جنوب بنفس الخطة . وهنا أيضا نجد عدم توفر الموقف لدى الجنوبيين. والا لما اشتعلت تلك الكارثة على راس شعب الجنوب .فأي ثورة /انقلاب , لا تملك موقف ومشوع محدد , أي الهدف , تتعثر فكرة تنفيد ,أي مشروع وطني غير محدد الأهداف والطموحات , يدفع أولا وأخيرا , الثمن الباهض الشعب , لان "الفكرة هلامية" من الأساس , منذ ان قامت الثورة من اجل مستقبل ثوري ومسلح وكارثي في النهاية -أي "مستقبل ليس واحد وحتمي" لان المستقبل عدة طرق و أبواب - عبر الوعود الكاذبة والشعارات البراقة التي رفعت وصدقتها الأغلبية الساحقة . ولكن متى فشل المشروع او الفكرة الهلامية, مباشرة النخب يأخذون حقائبهم و يهربون , هذا اذا حالفهم الحظ فقط . بعدها تأتي إلى السلطة مجموعة أخرى من جديد تبيع / ترفع الشعارات وتوزع الوعود , النتيجة نفسها , التجربة في أفغانستان وجنوب اليمن أيضا بينهم الكثير من التشابه , لانهما من ضمن المشروع السوفيتي . نفس الشيء جرى في الاتحاد السوفيتي ولاحقا في روسيا في عهد "يلتسين" وعهد "بوتين" .من كل هذه التجارب نلخص التالي : عدم وجود "مواقف", موقف واضحة منذ البداية "محدد فكريا أو سياسيا أو أخلاقيا" . اندري ساخاروف قال: لا يمكن بناء دولة, بدون ان يكون فيها الإنسان هو "القيمة الكبرى" وليس الدولة .
الديمقراطية الأهلية و الجنوب
http://orientpro.net/article/Personalno-13.html
http://www.orientpro.net/arab/orientpro-%20arab%20-1024.html
http://www.orientpro.net/arab/orientpro-%20arab%20-217.html
http://www.orientpro.net/orientpro-286.html
http://www.orientpro.net/orientpro-72.htm
|