[ الوطنية تمر بين العقل والقلب]
سيكون من الخطأ و بل خطأ جسيم و فادح إن قمنا بإسقاط واقع المشهد الجنوبي و "نحن نقرأ" الذكرى الخامسة عشر لأحياء مبدأ التصالح والتسامح "الجنوبي الجنوبي" .. أقول نقرأ لا نحتفل ..!! وأقول أحياء لا أعلان ولطالما كان نهج التصالح و التسامح نهج عظيم و خيار حكيم في تاريخ الأمم الحية و الشعوب المناهضة للطغيان و الهيمنة والاستبداد والاستكبار . والتصالح والتسامح عاطفة إنسانية نبيلة طالما انبثقت من رحم الشعور بالمسؤولية و نقد الذات ومواجهة المشاكل و التحديات بشجاعة اخلاقية و امانة معرفية تسمو فوق المآسي و النكبات و الانتكاسات و التصالح والتسامح معركة اخلاقية في الاساس ولا يمكن ان يكتب لها النصر بدون عقل .و هل للعاطفة السامية عقل ..؟ و كيف يقود العقل معركة اخلاقية بحجم معركة التصالح والتسامح ..؟؟ و هل كان قادة التجربة التي تمخضت عن إعلان جمعية ردفان الخيرية يعون ويدركون ماذا يعني أن يكون للعاطفة عقل و هل كانوا يدركون ويعون معنى القيام بنصف ثورة . ومما لاشك فيه ان الالتفاف والاصطفاف الجماهيري حول مبدأ إعلان التصالح والتسامح شكل نقطة التحول لدى قيادات "الحراك السلمي الأول" .. ولكن غياب "عقل العاطفة" كان يطل برأسه كلما عنت له الفرصة ، ليجدد عهود الفرقة و الانقسام و المناطقية و قيادات الصف الأول للحراك الجنوبي السلمي وحدهم من يعرفون و يعون ذلك جيدا . و لكي لا يكون وقوفنا أمام هذا المنجز الأخلاقي الإنساني مغمورا بالشعارات و الفرقعات الدعائية الخاوية من المضمون و التجديد ، لا بد ان نعترف بان هناك اختلالات عميقة أثرت في مسيرة الحراك الجنوبي وعلى رأسها إرساء مبدأ التصالح والتسامح دون وعي و فكر يستطيع أن يقوده ويضمن صيرورته ونجاحه في تحقيق غاياته ومقاصده و نتيجة لذلك طغى الشق السياسي لمبدأ التصالح والتسامح على الشق الإنساني . و في تقديري أن إعلان مبدى التصالح والتسامح كان في حقيقته اعلان سياسي إطار إنساني استهلاكي سرعان ما تهاوت أركانه عند أول موجة انقسامات بين اقطاب قياداته والتي لم تستوعب فيما بعد توالي الأخطاء المتعاقبة على هكذا استخدام سيء لمبدى عظيم و خيار استراتيجي كان يستحق منها جهد أكبر و تخطيط أوسع و تهيئة مجتمعية و طنية حقيقية لا علاقة للسياسيين بمعركتها بقدر ما كانت بحاجة لعقول أكاديمية متخصصة و من ثم تأتي معركة الساسة ، إن صح لنا القول بأن لدينا ساسة . ومع ذلك لا يمكننا التقليل من قيمة و اعتبار تجربة التصالح و التسامح الجنوبي في عمومها و لكنها بحاجة للتجديد و هي مسألة إنسانية يجب ان نهذب تعاملنا الاخلاقي والموضوعي تجاهها وأن تفسح المجال للمنتصرين الحقيقيين لمعانيها الفاضلة لا ان نتركها مطية لمطامع السياسيين .
حيدرة محمد
مقدمة لابد منها :
منذ نوفمبر عام 2015 , قد مرت 4 سنوات على هذا الحدث أي التوقيع - اتفاقية الطائف (4) على المبادرة الخليجية التي قدمتها دول مجلس التعاون الخليجي لحل الأزمة اليمنية, التي بدأت قبل 4 سنوات 2011 . عندها وضع اليمنيين أمالهم وأحلامهم بيد غيرهم , لانهم كانوا مؤمنين مثل الفلسطينيين بصدق نواياهم في قضيتهم , لدى كل حاكم العرب وليس الحصول على أراضي الفلسطينيين , نفس الشيء اليمنيين قطعا كانوا مؤمنين بان التحالف العربي يريد لهم الخير والبركة.. . بعد ان دام حكم [المخلوع الميت ] لعقود , هو وأسرته والقبيلة والمشايخ والأحزاب الشمالية والمؤتمر و الإخوان والعسكر واللصوص, هم من دمروا كل شيء جميل في الوحدة في حرب 1994 . ولكن لم يخطر ببالهم بان الحكام العرب والقوى الإقليمية والدولية ليس منظمات خيرية , سيقومون بمساعدتهم "لوجه الله" لخروجهم من الوضع الذي اصبحوا فيه بسبب قياداتنا – "العباقرة" - المختلين عقلياً والمنزوع عنهم روح الوطنية . نفس الشيء الجنوبيين في البداية سلموا أمرهم للجبهة القومية و الاشتراكي والاتحاد السوفيتي من حكموا بالنار والحديد. لكن في اللحظة الحازمة تركهم يلعقون المر مع الحصرم من قبل آباء التطرف منذ الاستقلال إلى الوحدة المشؤمة 1990. مرت السنوات و الكوارث وظهرت حركة سلمية والتصالح والتسامح 2007, من العدم ظهر الانتقالي ونبش قبور الصراعات الماضية الجنوبية /الجنوبية , و الكارثة على رؤوس الجنوبيين في 13يناير 1986 . بالتأكيد لعبت الاستخبارات السوفيتية دور أساسي لصالح المتطرفين الماركسيين على رأسهم اكبر انتهازي جنوبي علي صالم البيض , طبخت تلك الفتنة بين الرفاق للحفاظ على مواقعهم العسكري في جنوب اليمن . اذا , الاتكال على الغير , ما هو إلا غباء وقصر نظر .
جدلية التاريخ العربي
هل سبق المجنون و الأحمق "صدام" عصره في احتلال الكويت ؟ لقد تم إخراجه من الكويت و تم كسر شوكة غطرسة صدام ثم تم تدمير العراق كدولة بالتدريج منذ الاعتداء على بلد شقيق وكريم , لانه النظام العربي الوحيد الذي قام بواجبه العربي والإسلامي , بشكل خاص في الجنوب رغم تطرف قيادته وعنجهيتهم على الجيران ... لانهم صدقوا بمساعدة السوفييت بانهم سيحكمون العالم المتحرر , حيث اصبحوا أمراء الاشتراكية والماركسية اكثر من السوفييت حسب قول أندريه جُـروميكو. وزير الخارجية السوفيتية . انتهيت الأسطورة بلمحة بصر , وارتموا في حضن نظام من القرون الوسطى وما قبل الطوفان , حسب قول المستشرق الفرنسي " جان جاك بيربي ".
الشعوب العربية اليوم لهم عشرات القضايا وكلها خاسره , بعد ان تم إنهاء القضية الفلسطينية , الان بدأت المرحلة النهائية لانتشار الفوضى بدعم من ترامب وكلا من: " السيسي وولي العهد السعودي والإماراتي ونتنياهو . لهذا يعيشون الشعوب العربية مأساتهم لحدهم, ويقومون بلعق جراحهم وما أكثرها تلك التآمر والمكائد عليهم من قبل الأصدقاء والأعداء على السوا .. الحكام العرب والأنظمة العربية , كالعادة يفرون من المشاكل التي يستعصي عليهم حلها رغم انها من صنعهم, فهم يهربون من ساحة المعركة بالطريقة الإنجليزية -(أي بصمت)- تاركين الشعوب تعيش مأساتها لوحدهم بجراح عميقة و خيبة امل وفي نهاية الأمر الحكام العرب: " يخرجون من المولد بلا حمص وخالين الوفاض ". البيض وجماعة هربوا وتركوا شعب الجنوب في حرب 1994 امام مصير لا يحسد عليه ابدأ . يجب على الجنوبيين ان يرفضوا من أي قوة عسكرية/ مليشيات/ منظمات مسلحة محلية او ما يتم أنشائها بأموال او دعم خارجي, هذا مبدا لأي دولة و أي مجتمع يسعى إلى التنمية وليس الحروب والفتن والفقر الدائم, بشكل خاص اليمن , التي يمكن الحصول فيه على السلاح اكثر من الحصول على لقمة العيش او الدراسة او ... هذا بفضل [المخلوع الميت ] الذي حول اليمن إلى بلد فوق بارود من المتفجرات, في انتظار من يشعل الفتيل , للغرائب الأمور ومكر التاريخ , هو اشعل الفتيل على رأسه وهو من كان يجيد الرقص على رؤوس الثعابين, وهو أول من احترق بها , ثم اردوه قتيلا حلفائهم الجدد أعدائه السابقين , أي التحالف الزيدي/ الزيدي بعد عدة حروب ضاريه بينهم .
عصر ما بعد الاتفاقات وظهور المليشيات الإيرانية والعربية في كل مكان
معاهدة الطائف (1)عام 1934 بين طرفين الخاسر اليمن الشمالي
اتفاقية الطائف (2) بين الجمهوريين والملكين الهدف منها اخراج مصر من اليمن الشمالي والعودة الى احضان السعودية ... التفاصيل هنا ليس مهمة لان جوهر الاتفاقية وأد النظام الجمهوري
اتفاقية الطائف (3) بين الفرقاء اللبنانيين -صراع طائفي - الهدف منه, حصول السعودية على
وطأة القدم لها هناك ... ولكن مع الأيام انتهى الوضع لصالح ايران , عبر المليشيات المسلحة الإيرانية (حزب الله).
- في الحالتين السابقتين الاتفاقات جرت ولا زالت الحرب تجري راحها وعلى اشدها في كما اليمن الشمالي ولبنان .
اتفاقية - المبادرة الخليجية 2015 - الطائف (4) بين اطراف بينهم صراع سياسي قديم بين جماعات مختلفة , وعلى راسهم جماعات كانت تمركزت السلطة في يدها تم ابعاد الشعبية او تنفيذ ادنى مطلب لهم و كذا تطلعاتهم نحو الحرية والتغيير...و... بحجة بان "الربيع العربي" جاء كؤمراه ضد الأنظمة –العائلات الحاكمة -العربية التقليدية بعد ان صعد الموج الانتفاضة كما في مصر إخوان اليمن , رغم معرفة الجميع , بان الدعم من قبل بعض دول الخليج ومنهم السعودية لهم , لانهم كانوا حلفاء [المخلوع الميت] في حرب 1994, التي قضت على الجنوب نهائيا .
اتفاقية الطائف الأولى كانت لصالح السعودية بكل تأكيد . والثانية بين الجمهوريين والملكيين في شمال اليمن , انتهت بأبعاد مصر من اليمن , واتفاقية الطائف الثالثة اللبنانية, سمحت للسعودية لدخول لبنان من باب واسع ... ولكن مع الأيام ايران أخرجتها من هناك عبر النافدة . اما اتفاقية المبادرة الخليجية في اليمن أدى إلى خلق فوضى في اليمن ودخول إيران كعنصر ولاعب قوي , في السابق لم تكن له قدم في بفضل هذا الاتفاق وحصول . الفوضى تشبة ملعب كرة قدم فريق يحمل بيده سلاح وفريق عاري من أي غطاء غير علم الامم المتحدة بيد هادي وخذلان من المجتمع الدولي والحكام العرب , رغم دخولهم في دعم فريق داخل الملعب ولكن بلا سلاح بلا خلفية او قاعدة متينة , حتى اليوم مستمر المباره متضرر الوحيد في داخل دلك الملعب هو الشعب اليمني , تسقط عليه القنابل والصواريخ من قبل كل الأطراف المتصارعة ولا يستيطيع مغادرة الملعب رغم انة متفرج وليس لاعب أساسي, لان المبادرة الخليجية الغث دوره نهائيا , بدون حق في تقرير مصيره يتلقى من كل الأطراف ضربات موجعه آخرها مطار عدن في 30 ديسمبر 2020 . اذا ماهي او اين الحكمة ؟ في التدخل بشكل عشواء بدون هدف, الهدف تمجيد ولي العهد ابن سلمان , بانه شخصية "فده وتاريخية يحارب إيران ليس في على الأراضي السعودية انما في اليمن , أي على حساب الشعب . اذا في كل مره العرب يتدخلون في شؤون شعوب عربية أخرى , نجدهم في النهاية المطاف عاجزين تحقيق أي شيء ,و ينتهي بهم الأمر البحث عن مخرج او على الأقل الخروج من هنا وهناك بالطريقة الإنجليزية, بدأوا من : " فلسطين / العراق/ لبنان / سوريا/ اليمن / ليبيا... في كل مرة "خالين الوفاض" و"من لحفل بلا حمص" . الأن / اليوم ... الجنوب محتل من قبل الأمارات عبر مرتزقة ما تسمى نفسها الممثلة الوحيدة للشعب الجنوبي. نذكر بان :"منظمة "فتح" أيضا كانت المنظمة الوحيدة المعترف بها دوليا لتمثيل الشعب الفلسطيني" ولم تنجز أي شيء لصالح الفلسطيني, تحت قياده من تسمي نفسها التمثيل الوحيد للشعب كانت هناك عدة ومنظمات مسلحة كلها قوى متناحرة فيما بينها, بل مع محيط العربي. الان لم يعد احد يعرف شيء عن تلك المنظمة-فتح - التي كانت على كل لسان عربي و إسلامي وبلدان التحرر العالمي التي كان يقوده السوفييت. هو اختفى في نهاية عام 1991 .هل الانتقالي سيكون مصيره نفس مصير منظمة "فتح" , لان في الساحة الجنوبية قوى أخرى لها تاريخ في النضال السلمي منذ 2007 للحصول على استقلال من نظام صنعاء قبل (الزبيدي بعقود ) رغم انها حتى الان لا تلجا للسلاح ولكن سيجدون من يمولهم في اللحظة المناسبة, بها سيضيعون الجنوب مثلما ضاعت بيد أهل القضية الفلسطينية , لأنها ارتهنت على الخارج العربي والإقليمي والدولي... كلهم غدواها بالوهم بشكل أساسي : القوميين العرب/ الإسلام السياسي /السوفييت و الغرب... كلهم عملوا ليس مصلحة الشعب ا وقضية . وأخيرا ضاعت القضية نهائيا في عهد ترامب من يد الجميع من عرب ومسلمين ومسيحيين و... حسب تصريحات السفير الأمريكي في إسرائيل " ديفيد فريدمان". نلاحظ نفس الشيء في اليمن , على مستوى "الجنوب او الشمال" , الأول تحت رحمة الإمارات والثاني تحت رحمة إيران , السعودية وقطر متواجدين هنا وهناك لانهم السباقين في شؤون اليمن منذ زمن طويل عبر اطراف متنوعة يمنية قبائل وأحزاب وقبائل ومشايخ ولصوص شمالين. " لولا " رغم ان لو لا لا مكان لها لا في السياسية والتاريخ... لو صدام اليوم على قيد الحياة واحتل الكويت, سيتم مباركته من قبل ولي العهد كلا من دولة الإمارات والسعودية وغيرهم من العرب. كل ما سيقومون به سيرسلون ممثل من الأمم المتحدة ليحلل الاحتلال , مثلما رضخت السعودية المسؤولة عن الملف اليمني عبر جمال بن عمر احتلال الشمال إيران بالتعاون من قبل جماعة الحوثيين و [المخلوع الميت] . والجنوب احتل من قبل الإمارات – عبر الانتقالي -عبر ممثل الأمم المتحدة مارتن غريفيثس في 2017. اليوم تجري عميلة غسل دماء اليمنيين من يد ولي العهد الإماراتي, عبر دخوله تحت معطف الصهيونية العالمية وولي العهد السعودي تحت معطف الديمقراطيين ( جو بايدن) لحماية من المحاكم و... لارتكابها جرائم حرب في اليمن. لانهم خلقوا من العدم مع إيران كارثة إنسانية في القرن 21 . .الأنظمة العربية كلها بدون استثناء , فكلهم تورطوا في جرائم الان يقومون بشراء أسلحة بالمياردات من : "أمريكا /بريطانيا /فرنسا ألمانيا..." ليعفوهم من المسؤولية . فكلا من السعودية والإمارات وقطر وإيران هم من دمروا اليمن نهائيا خلال السنوات الأخيرة تحت شعار محاربة المد الشيعي.لكن لم يتم حتى الان إخراج لا إيران و لم ينهزموا الحوثيين وحليفهم وجماعة [ المخلوع الميت ], اذا ما هي الحكمة ؟. فقط اقتسام الكعكة اليمنية مع إيران! . بعد ان خانهم حليفهم السابق [المخلوع الميت] الذي نهب ودمر كل شيء في اليمن لبناء دولة زيدية جديدة وراثية تحمل "اسمه " - أي دولة المخلوع اليمنية - مثل اكل الأنظمة الخليجية التي تسيطر عليها عائلات على رأسهم البحرين التي عمر العائلة في الحكم اكثر من قرنيين , وحالها محزن ويرثي لها اي عاقل , لهذا ارتمت أيضا في أحضان إسرائيل خوفا من إيران .
http://orientpro.net/orientpro-184.htm
http://orientpro.net/orientpro-184.htm |